عمــرو البــوطـيبي _ هـبـة سبـور
يجد الناخب الوطني طارق سكتيوي نفسه اليوم أمام واحد من أعقد التحديات التي عرفها منذ تولّيه مسؤولية المنتخبات الوطنية. فقبل أيام معدودة من انطلاق البطولة العربية في قطر، يعيش الرجل سباقاً مرهقاً ضد الزمن، في ظلّ التزام 12 لاعباً أساسياً من لائحته النهائية بخوض مباريات إفريقية حارقة مع أنديتهم نهاية هذا الأسبوع، تليها رحلات طويلة وشاقة عبر عدة بلدان في القارة السمراء.
يبدو وضع لاعبي الجيش الملكي أقلّ تعقيداً من غيرهم. فالثلاثي الذي يعوّل عليه سكتيوي، وعلى رأسهم حريمات، سيخوض مباراة قوية أمام الأهلي بالقاهرة يوم 28 نوفمبر، قبل الالتحاق بالمنتخب. ورغم ضيق الفاصل الزمني، فإن المسافة بين ملعب مولاي الحسن ومجمع الإقامة بالمعمورة تقلّل من حجم الإرهاق، وتسهل عملية الاندماج قبل السفر إلى قطر في الثلاثين من الشهر.
نهضة بركان سيتوجّه إلى نيجيريا لخوض مباراة قوية، بحضور عناصر مهمة مثل المهري وآخرين يشكّلون ركائز أساسية في خيارات سكتيوي.أما الوداد الرياضي، فهو في رحلة لا تقلّ صعوبة إلى زنجبار، حيث ينتظر الفريق الأحمر مواجهة تتطلب مجهوداً بدنيّاً كبيراً، بمشاركة لاعبين محسوبين ضمن اللائحة النهائية للمنتخب.
تأخر العودة، ساعات الطيران الطويلة، اختلاف المناخات، واستنزاف الطاقة في مباريات إفريقية ذات إيقاع مرتفع… كلها عوامل تجعل سكتيوي في وضع لا يُحسد عليه قبل محطة قطر.
الخوف الأكبر يكمن في سيناريو الإصابة قبل التجمع النهائي. فمع كثافة المباريات وقوة الاحتكاك الإفريقي، يبقى احتمال فقدان لاعب أو اثنين وارداً في كل لحظة. وبالرغم من توفره على لائحة احتياطية، إلا أن عناصرها محدودة:
آيت أورخان من الجيش الملكي , وخيري من نهضة بركان ووليد أزارو من الدوري المصري
لكن مع حجم التحديات المرتقبة، قد لا تكون الخيارات البديلة كافية لتعويض أسماء تُعتبر أساسية في نهجه التكتيكي.
وليست هذه المرة الأولى التي يواجه فيها سكتيوي وضعاً مليئاً بالإكراهات. فقد عاش الظروف نفسها قبل الشان وقبل الأولمبياد، وتمكن رغم الضغط والإشكالات اللوجستية من قيادة مجموعته نحو النجاح. اليوم يجد نفسه أمام اختبار مشابه، وربما أكثر تعقيداً، لكنه يملك من الخبرة والقدرة على التكيف ما يجعل الأمل قائماً في تدبير المرحلة بنجاح.

















اترك تعليقاً