عمرو البوطيبي – هبة سبور
يُعتبر المهاجم ياسر الزابيري أحد أبرز اكتشافات كرة القدم المغربية في السنوات الأخيرة، وأكبر دليل على أن المنتج المحلي قادر على بلوغ العالمية إذا وُجدت الرؤية والتكوين السليم. فالنجم الشاب، الذي وُلد وترعرع في حي سيدي يوسف بن علي بمراكش، لم يأتِ من أكاديمية أوروبية ولا من نادٍ أجنبي، بل تخرّج من صرح مغربي خالص هو أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي باتت تُصدّر المواهب الواعدة إلى مختلف الدوريات العالمية.
بعد تألقه داخل الأكاديمية، التحق الزابيري بنادي اتحاد تواركة، وهناك أظهر نضجًا كرويًا مبكرًا جعله يخطف أنظار الكشافين الأوروبيين. وبعد ستة أشهر فقط، انتقل إلى نادي فاماليكاو البرتغالي في صفقة بلغت قيمتها 600 ألف يورو، ليبدأ بذلك رحلة احترافه الخارجي وهو لم يتجاوز العشرين من عمره.
لكن المفاجأة الكبرى جاءت خلال كأس العالم للشباب، حيث تحوّل ياسر إلى أحد مفاتيح لعب المنتخب المغربي، بعدما ساهم بالأهداف في كل المباريات التي خاضها كأساسي. ذكاؤه في التحرك داخل منطقة الجزاء، وحسه التهديفي العالي، جعلاه قريبًا من لقب هداف البطولة لولا بعض سوء الحظ.
أرقام ياسر الزابيري في المونديال:
سجل أمام إسبانيا
سجل أمام البرازيل
سجل هدفًا وتسبب في آخر أمام كوريا الجنوبية
تسبب في هدف عكسي أمام الولايات المتحدة
تسبب في هدف عكسي أمام فرنسا
ولم يتوقف إبداعه عند التسجيل، بل تألق أيضًا في الجانب البدني والضغط العالي، إذ تصدر إحصائية “الـForced Turnover” أمام فرنسا بـ 25 مرة، أي أنه أجبر لاعبي “الديوك” على فقدان الكرة في 25 مناسبة، وهو رقم مذهل لمهاجم شاب في هذا المستوى.
أما اللقطة التي لا تُنسى، فكانت ركلة الجزاء على طريقة بانينكا التي سددها بثقة وهدوء يحسده عليه كبار المهاجمين، لتؤكد أن هذا اللاعب يمتلك شخصية قوية وموهبة كبيرة.
من شوارع مراكش إلى أضواء كأس العالم للشباب، ومن حلم طفل مغربي إلى نجم يُراهن عليه الجميع، ياسر الزابيري هو الوجه الحقيقي لنجاح المشروع المحلي المغربي، ورسالة واضحة بأن الرهان على التكوين الوطني هو الطريق نحو المجد القاري والعالمي.
اترك تعليقاً