علي معمر.. الجدار الأيمن لـ”أشبال الأطلس” وقطعة فنية يصعب تعويضها
المغربكأس العالم

علي معمر.. الجدار الأيمن لـ”أشبال الأطلس” وقطعة فنية يصعب تعويضها

هبة سبور-عمرو البوطيبي

لم يكن تألق المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة في نهائيات كأس العالم الجارية بالشيلي صدفة، بل نتيجة عمل جماعي متكامل، تألقت فيه أسماء شابة أبانت عن شخصية قوية داخل الميدان، من أبرزها علي معمر، الظهير الأيمن الذي تحول إلى أحد الأعمدة الأساسية في تركيبة المدرب محمد وهبي.

يُعد معمر من بين أكثر اللاعبين افتكاكًا للكرة في البطولة، حيث يحتل المركز الثاني في هذا المؤشر الإحصائي، بمعدل يفوق 4 تدخلات ناجحة في المباراة الواحدة، ما يعكس حضوره القوي، وقراءته الممتازة لمسار اللعب، وقدرته على تعطيل هجمات الخصوم قبل أن تشكل خطرًا على المرمى المغربي.

قبل كل مواجهة، يحرص المدرب محمد وهبي على تثبيت اسمه في الرواق الأيمن بثقة مطلقة، لما يوفره من صلابة دفاعية وحلول هجومية. فحين يتواجد علي في الجهة اليمنى، يبدو الأمر كما لو أن “جدارًا دفاعيًا” أُقيم هناك، يمنع أي جناح منافس من المرور.

في مباراة ربع النهائي أمام الولايات المتحدة، قدّم معمر أداءً بطوليًا؛ لم يتوقف عن الركض، يسقط ثم ينهض، يراوغ ويمرر ويفتك الكرة ويبني الهجمة. تجده حاضرًا في كل لقطة، يقاتل بإصرار وهدوء، ويُظهر نضجًا تكتيكيًا يتجاوز سنه.

ورغم أن الأجواء الاحتفالية ما زالت تسيطر على معسكر “أشبال الأطلس” بعد التأهل التاريخي إلى نصف النهائي، إلا أن غياب علي معمر عن المواجهة المقبلة أمام فرنسا يشكل مصدر قلق كبير للجهاز الفني، لما يمثله اللاعب من عنصر توازن وأمان في الخط الخلفي.

المدرب محمد وهبي يجد نفسه اليوم أمام اختبار صعب: كيف يحافظ على التماسك الدفاعي نفسه في غياب أحد ركائز الفريق؟ وكيف يجد البديل القادر على سد الفراغ دون الإخلال بالمنظومة التي قادت المنتخب إلى هذا المستوى العالمي؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *