في واحدة من أكثر القضايا إثارة في كرة القدم التونسية خلال الأشهر الأخيرة، وجد الترجي الرياضي نفسه أمام موجة عقوبات قاسية وصادمة، أصدرها مكتب الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة، عقب الأحداث الخطيرة التي رافقت ديربي الشبان أمام النادي الإفريقي، حيث تحوّل اللقاء إلى مشهد فوضوي غير مسبوق.
ديربي ينفلت من السيطرة
انطلقت شرارة الأحداث خلال مواجهة فئة الشباب التي احتضنها ملعب الحديقة “ب” الأحد الماضي، حيث كان الإفريقي متقدّمًا بنتيجة 2-1 قبل دقائق من النهاية. غير أن المشهد انقلب رأسًا على عقب عندما اقتحم عدد من لاعبي دكة الترجي أرضية الملعب، ما دفع الحكم لإيقاف المباراة في الدقيقة 88.
وتحوّل الاقتحام سريعًا إلى اشتباكات عنيفة شارك فيها لاعبو ومسؤولو الفريقين، وسط صدمة لدى المتابعين. وبحسب التقارير الرسمية، كان حارس الترجي خيري عثمان أول من بادر بالاعتداء، مستهدفًا مدرب الإفريقي وعددًا من لاعبيه.
غضب واسع.. وروايات متعارضة
الأحداث فجرت استياءً كبيرًا في الشارع الرياضي، حيث أصدر النادي الإفريقي بيانات استنكار تحدث فيها عن اعتداءات موثّقة بتقارير طبية، خصوصًا فيما يتعلق بإصابة مدرب الفريق على مستوى الوجه.
في المقابل، حاول الترجي التخفيف من حدّة الاتهامات، نافياً مسؤولية لاعبيه عن البداية الفعلية للعنف، ما زاد الجدل اشتعالًا بين جماهير الناديين.
قرارات صارمة من الرابطة
الرابطة الوطنية للمحترفين أعلنت عن حزمة من العقوبات الثقيلة، جاءت كالتالي:
1. إيقاف الحارس خيري بن عثمان لمدة 24 شهرًا ومنعه من أي نشاط رسمي، مع تغريم الترجي 5000 دينار، بعد التأكد من تورطه في الاعتداء.
2. اعتبار الترجي منهزمًا (0-2) ومنح نقاط المواجهة للنادي الإفريقي.
3. خوض ثلاث مباريات دون جمهور مع اللعب على ملعب محايد، في عقوبة تُعد من الأشد في فئة الأصاغر.
عقوبات تشمل لاعبين من الجانبين
كما قررت الرابطة:
إيقاف لاعب الترجي أمان الله مفتاح مباراتين وغرامة بـ200 دينار.
إيقاف لاعبي الإفريقي أسامة الطويل ويوسف ناشي للمدة والغرامة نفسيهما، بعد ثبوت تبادلهم للعنف.
توجيه توبيخ رسمي لمسؤولي الفريقين ودعوتهم لحضور جلسة اللجنة التأديبية الأسبوع القادم.
ملف مفتوح على مزيد من التوتر
هذه الحادثة تعيد إلى الواجهة النقاش الساخن حول تنامي العنف في الملاعب التونسية، خصوصًا في الفئات السنية التي يُفترض أن تكون فضاءً للتكوين الرياضي لا ساحة صدامات.
وعلى الرغم من حسم الرابطة لموقفها، إلا أن الملف يبدو بعيدًا عن الإغلاق، في ظل استمرار تبادل الاتهامات وترقب ما قد تسفر عنه جلسة الاستماع القادمة.
في ظل هذه التطورات، يقف الترجي أمام تحدٍّ كبير لإخماد تداعيات الأزمة، بينما يواصل الإفريقي المطالبة بمحاسبة المتورطين، وسط ترقّب واسع من الشارع الرياضي لما ستكشف عنه الأيام المقبلة.

















اترك تعليقاً