تطمينات أم استمرار القلق؟ الركراكي بين اختبارات وديّة ورهان خمسة أسابيع قبل كان المغرب
المغرب

تطمينات أم استمرار القلق؟ الركراكي بين اختبارات وديّة ورهان خمسة أسابيع قبل كان المغرب

عمرو البوطيبي / هبة سبور

قبل خمسة أسابيع فقط من ضربة البداية لكأس أمم إفريقيا “المغرب 2025”، يدخل المنتخب الوطني المغربي محطته التحضيرية الأخيرة بمواجهتين وديّتين أمام الموزمبيق وأوغندا، وسط تساؤلات متزايدة من الجماهير حول قدرة الناخب الوطني وليد الركراكي على تقديم إشارات قوية تُعيد الثقة قبل العرس القاري المُرتقب على أرض الوطن.

فالمنتخب، رغم امتلاكه أحد أقوى الأسماء فرديًا على صعيد القارة، وجد نفسه خلال الأشهر الأخيرة أمام معضلة تكتيكية واضحة: صعوبة فك شفرات المنتخبات الإفريقية التي تُدافع بكتل منخفضة وتُحكم إغلاق المساحات. وهو ما أثار مخاوف عديدة لدى الجماهير، خاصة مع اقتراب منافسة تتسم، بطبيعتها، بطابع تكتيكي معقد ومعارك بدنية شرسة.

ركراكي… بين واقع ينتقده الجمهور ورغبة في طمأنة المغاربة

منذ توليه زمام المنتخب، أثبت وليد الركراكي شخصية تدريبية قوية وواقعية، قادت “الأسود” إلى إنجاز تاريخي في مونديال قطر. غير أن السياق الحالي مختلف؛ فالتحدي هذه المرة هو الفوز ببطولة قارية تُلعب على أرض المغرب وبين جماهيره التي تنتظر اللقب الثاني في تاريخ كرة القدم المغربية .

الجمهور لم يعد يكتفي بالأداء الجيد أو السيطرة التكتيكية، بل أصبح يبحث عن فعالية هجومية واضحة ضد منتخبات تعتمد أسلوب “التحصين الخلفي”، وهو ما ظهر في بعض المباريات التي عانى خلالها المنتخب من خلق الحلول داخل الثلث الأخير.

الركراكي يدرك حجم هذا الضغط، ويعتبر وديّتي الموزمبيق وأوغندا فرصة لـ “تبديد الغيوم” كما وصفها في تصريحات سابقة، وإظهار نجاعة هجومية أفضل، خصوصًا أمام خصمين معروفَين بالانضباط الدفاعي.

اختباران بملامح رسمية… وضغط عين الجمهور

الموزمبيق: مواجهة لا تحتمل التردد

سيكون المنتخب أمام اختبار أول ضد فريق يمتاز بالسرعة في التحولات والدفاع المتماسك. هذا النوع من المباريات يختبر قدرة الأسود على التنويع الهجومي، خصوصًا في ظل انتقادات الجمهور لبطء بناء اللعب في مواجهة “الكتل المنخفضة”.

أوغندا: تجريب العمق الهجومي قبل البطولة

الخصم الأوغندي يُعد نموذجًا للمنتخبات التي من المتوقع أن تصطدم بها المغرب في الكان. الصلابة البدنية والانضباط الدفاعي أبرز سماته، ما يجعل المباراة فرصة حقيقية لقياس التوازن بين الصبر التكتيكي والجرأة الهجومية.

هل ينجح الركراكي في تقديم الصورة التي تنتظرها الجماهير؟

تقديم تطمينات للجمهور لا يمر فقط عبر الانتصار، بل من خلال:

1. تعزيز الفعالية أمام المرمى

إظهار قدرة حقيقية على صناعة الفرص المتتالية، وتحويل الضغط إلى أهداف، سيكون أهم مؤشر على تحسن الأداء الهجومي.

2. تجريب حلول غير تقليدية

التنويع بين الاختراق من الأطراف والعمق، واستعمال لاعبين قادرين على كسر خطوط الدفاع، قد يمنح المنتخب بدائل استراتيجية خلال المباريات الرسمية.

3. استعادة الانسجام بين الخطوط الثلاثة

خصوصًا الربط بين وسط الميدان والهجوم، حيث ظهر نوع من التفاوت في النسق خلال مباريات سابقة.

4. رفع النسق البدني والسرعة في الانتقال من الدفاع للهجوم

الخصائص البدنية للكرة الإفريقية تتطلب جاهزية قصوى، خاصة في بطولة تُلعب بوتيرة مرتفعة.

خمس أسابيع قبل “الكان”: الوقت لا يزال يسمح… لكن الهامش ضيّق

المنتخب المغربي يمتلك كل مقومات التتويج: المجموعة القوية، الخبرة، الدعم الجماهيري، والتنظيم التقني العالي. لكن أمام الركراكي تحدٍ واضح: تحويل جودة الأسماء إلى فعالية واضحة أمام كل السيناريوهات التكتيكية، خاصة تلك التي أثارت قلق الجماهير مؤخراً.

وديّتا الموزمبيق وأوغندا لن تكونا مجرد مباريات تحضيرية، بل بروفتين أساسيتين لقياس مدى جاهزية المنتخب لمنافسة يريد المغربيون كتابتها في التاريخ.

خلاصة.. الجماهير تنتظر تطمينات… والركراكي يعرف أن الوقت ليس وقت التجريب العشوائي، بل وقت الرسائل القوية.

فهل ينجح في تبديد الشك قبل 21 دجنبر، موعد بداية رحلة “المجد القاري” في المغرب؟

الأيام المقبلة ستكشف الكثير، لكن الأنظار ستكون كلها متجهة نحو الودّيتَين، بحثًا عن إشارات إيجابية، وأداء يُعيد الثقة قبل الامتحان الحقيقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *