واصلت قضية نيغريرا التي تهز أركان نادي برشلونة منذ أشهر، جذب الأضواء بعد الإدلاء بشهادات جديدة من مسؤولين سابقين في النادي، كان أبرزهم ساندرو روسيل، الرئيس الأسبق للبارسا، الذي سخر من اتهامات شراء الحكام، معتبرًا أن الفريق لم يكن بحاجة لأي مساعدة تحكيمية لأنه كان “الأقوى في العالم”.
القضية، التي تتعلق بتحويل 7.5 مليون يورو من برشلونة إلى خوسيه ماريا إنريكيز نيغريرا، نائب رئيس لجنة التحكيم السابق، بين عامي 2001 و2018، لا تزال في طور التحقيق القضائي، وسط شبهات تتعلق بمحاولة التأثير على قرارات التحكيم عبر ما وُصف بأنه “فساد منهجي”.
وفي جلسة استماع أمام القاضية أليخاندرا خيل، قدّم كل من ساندرو روسيل وخلفه جوسيب ماريا بارتوميو توضيحات بشأن هذه المدفوعات. وأكدا أن الأموال دُفعت مقابل تقارير فنية وتحليلية أعدّها نجل نيغريرا، خافيير إنريكيز، وأن هذه الخدمة كانت تُقدّم للنادي منذ فترات رئاسية سابقة.
روسيل دافع عن موقفه بالقول: “من غير المنطقي الحديث عن شراء حكام بتقارير ثمنها 250 يورو. برشلونة كان يمتلك فريقًا مذهلاً بقيادة ميسي وبيكيه والبقية، وكان يفوز بالبطولات عن جدارة. لم نكن بحاجة لأي دعم خارجي”.
وأضاف أن التقارير التحكيمية التي كان يتلقاها النادي كانت تُرسل إلى الجهاز الفني للفريق الأول، واعتبرها “مفيدة ومثيرة للاهتمام من الناحية الرياضية”، لذلك لم يرَ سببًا للتوقف عن الاستفادة منها خلال فترة رئاسته.
من جانبه، أوضح ألبرت سولير، المدير العام السابق للنادي، أن تقارير التحكيم كانت تُرسل مباشرة إلى مقر تدريب الفريق الأول، لكنه نفى معرفته الشخصية بنيغريرا، مؤكّدًا أن عمله اقتصر على المصادقة الإدارية على تلك الوثائق دون علم بأي مخالفات.
أما أوسكار غراو، المسؤول التنفيذي السابق، فقد شدد على أن التعاون مع نيغريرا توقف قبل مغادرته منصبه في لجنة الحكام، مشيرًا إلى أن القرار اتُّخذ لأسباب مالية بحتة، وليس نتيجة شبهة أو تجاوز.
وتعود بداية التحقيق إلى تصريحات أدلى بها قاضي التحقيق خواكين أغيري في سبتمبر 2024، تحدّث فيها عن “نظام ممنهج” لتعزيز مصالح برشلونة تحكيميًا، من خلال اختيار حكام “ودّيين” لقيادة مبارياته، في ما وصفه بأنه “شكل جديد من شراء الحكام”، لا يتم عبر دفع رشوة مباشرة لمباراة معينة، بل عبر استراتيجية طويلة الأمد.
القضية ما زالت مفتوحة، ومن المرتقب أن تُستدعى شخصيات إضافية خلال الأشهر المقبلة، أبرزها خوان لابورتا، الرئيس الحالي للنادي، إلى جانب عدد من المدربين السابقين، ما يضع برشلونة في مواجهة مستمرة مع أكبر أزمة قضائية في تاريخه الحديث.
اترك تعليقاً